صارت الدراجة منطلقة بسرعة كبيرة وعزت يعبر بها الممر الممتد بين الأشجار وراحت صورة عزت تغيب وتظهر من خلال الأغصان وأوراق الشجر المتداخلة .. كان قد نجح ، ورأيته على الدراجة المندفعة الآن كالسهم يعود بظهره إلى الوراء ويرفع رأسه ثم يطلق صيحة طويلة عالية ترددت في جنبات الفناء .. صيحة ممطوطة غريبة مشروخة كأنها صرخة انحبست في صدره طويلا لكي تخرج في تلك اللحظة ، أخذ يصيح : شايف .. شااايييف ......
***
***
***
***
***
كان عزت منكفئا على وجهه ويده على موضع بتر الساق الذي بدأ ينزف دما ويصنع بقعة تكبر على قماش البنطلون الممزق ، ناديته فرفع رأسه ببطء ..كانت هناك جروح على جبهته وشفتيه وبدا لى وجهه غريبا بدون نظارة ، نظر إلى لحظة كأنما يستجمع ذهنه ثم قال بصوت ضعيف وشبح ابتسامة يلوح من بعيد..
- شفتني وأنا راكب العجلة ؟
("من قصة قصيرة بعنوان (عزت أمين اسكندر) للروائى علاء الأسوانى ضمن المجموعة القصصية "نيران صديقة)