Sunday, May 18, 2008

صرخة عزت


صارت الدراجة منطلقة بسرعة كبيرة وعزت يعبر بها الممر الممتد بين الأشجار وراحت صورة عزت تغيب وتظهر من خلال الأغصان وأوراق الشجر المتداخلة .. كان قد نجح ، ورأيته على الدراجة المندفعة الآن كالسهم يعود بظهره إلى الوراء ويرفع رأسه ثم يطلق صيحة طويلة عالية ترددت في جنبات الفناء .. صيحة ممطوطة غريبة مشروخة كأنها صرخة انحبست في صدره طويلا لكي تخرج في تلك اللحظة ، أخذ يصيح : شايف .. شااايييف ......


***
***
***

كان عزت منكفئا على وجهه ويده على موضع بتر الساق الذي بدأ ينزف دما ويصنع بقعة تكبر على قماش البنطلون الممزق ، ناديته فرفع رأسه ببطء ..كانت هناك جروح على جبهته وشفتيه وبدا لى وجهه غريبا بدون نظارة ، نظر 
إلى لحظة كأنما يستجمع ذهنه ثم قال بصوت ضعيف وشبح ابتسامة يلوح من بعيد..
- شفتني وأنا راكب العجلة ؟





("من قصة قصيرة بعنوان (عزت أمين اسكندر) للروائى علاء الأسوانى ضمن المجموعة القصصية "نيران صديقة)

Thursday, May 1, 2008

يا نابشا قبرى حنانيك






قد آن ياكيخوت للقلب الجريح
أن يستريح ،
فاحفر هنا قبراً ونم
وانقش على الصخر الأصم :
" يا نابشا قبرى حنانك ، ها هنا قلبٌ ينام ،
لا فرق من عامٍ ينامُ وألف عام ،
هذى العظام حصاد أيامى فرفقاً بالعظام .
أنا لست أُحسب بين فرسان الزمان
إن عد فرسان الزمان
لكن قلبى كان دوماً قلب فارس
كره المنافق والجبان
مقدار ما عشق الحقيقة .
قولوا " لدولسين " الجميلة ..
" أَخْطَابَ " .. قريتى الحبيبة :
" هو لم يمت بطلاً ولكن مات كالفرسان بحثاً عن بطولة ..
لم يلق فى طول الطريق سوى اللصوص ،
حتى الذين ينددون كما الضمائر باللصوص ..
فرسان هذا العصر هم بعض اللصوص ! " .



(من ديوان لزوم ما يلزم للشاعر نجيب سرور)